أنا خلفَ ظلّكِ لم أستطعْ أن أستظلّ بغيرهِ !
أنا يا حَبيبةُ ،
ومنذُ أنْ سرقَ الغيابُ منّيْ بسمتك ،
صرتُ لَا أقوَى على منحيْ أيّ ذرةِ أكسجينٍ صادقةٍ مِنَ السعادةِ أبداً !

كم مِنَ الأيامِ والأشهرِ والسنواتِ الثقالِ مرّتْ على قلبيْ دونك ؟
كم مرّوا مِنْ أناسِ على قلبيْ ؟

كَمْ رافقونيْ فيْ حياتيْ التيْ لم تكن 
قدماكِ لتزِلَّ عن دربِ البعادِ لتأتيَ إليّ !

لكنهم لم يكونوا كـ أنتِ .. ولن يكونوا !

أتصدقينَ لو قلتُ لكِ ،
أنّ هذي المضغةُ فيْ يساريِ ترتجيكِ !

وترتجيْ منكِ الحُبّ الذيْ قدِ انطوى عنّيْ 
ولم أستطعِ بعدكِ أنْ أمنحَ ذراتهِ لِأحد كما كنتْ !

أتعلمينَ أنَكِ لَم تُغادرينيْ لحظة !
لم يستطعِ عقليْ الشَرودِ أبداً أنْ ينساكِ 
وأنتِ التيْ قد أيقنتُ فيْ عُمقيْ أنّي يوماً وإنْ طالَ الغيابُ بك ، 

سألقاك !

وأكتبكِ مُجدداً كما لم أكن لِأفعلَ مُنذُ زَمن ،
والأشياءُ فيْ داخليْ يا حَبيبةُ عصيّةٌ على التخلّي عنكِ ولو قليلاً ()

هيَ الاشياءُ ذاتها لَا تحيا إلّا بكِ ومعكِ !
لَا تظنّي أنّ الزمانَ عنديْ بقادرٍ على أنْ يسلبكِ منّيْ ،

أو أن يُسكنَ جوفيْ أحداً .. كما أسكنتكِ !
كيفَ أفعلُ وأنتِ منيْ .. بل إنّنيْ أنتِ !

هوَ الشَوقُ الذيْ لَا يليقُ إلّا بك ،
هوَ الحنينُ الذيْ لَا يغمرنيْ إلّا إليكِ ،
هُوَ الحُبّ الذيْ لَا أشعرهُ إلّا معكِ !

هيَ أيامنا التيْ أحِنُّ إليها أكثرَ مما أحنّ إليكِ ،
هيَ عيناكِ التيْ لم أكن لِأستمدَ قوتّيْ إلَا مِنْ انعكاسِ صوتيْ فيهما !
هيَ يداكِ التيْ كُلما تهتُ فيْ طريقيْ وجدتُ أصابعها وقد ملَأتِ الفراغاتُ بينَ يدايْ !
هيَ أشياؤنا .. كلماتنا .. التيْ لَن أبيعها ما حييت !
هيَ أنتِ التيْ ومهما كابرتُ على نفسي ..
تلكَ التيْ لَا تُنسى ..

جدتيْ.. بحثتُ بين الأزقة عن حُضنٍ يُشبه حضنكِ فيْ إتساعه فلم أجد ()